وصفوه بالمؤامرة.. إيران والفلسطينيون غاضبون من مؤتمر وارسو
وجرى مسبقا استبعاد إيران من المؤتمر، بينما قاطعته السلطة الفلسطينية ودعت الدول الأخرى للاقتداء بها. وفي غيابهما تحضر إسرائيل ممثلة برئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، كما أن الولايات المتحدة ممثلة بمستوى عال بنائب الرئيس مايك بينس ووزير الخارجية مايك بومبيو.
في المقابل، يتغيب وزيرا خارجية ألمانيا وفرنسا في ضوء التوتر بين الاتحاد الأوروبي والإدارة الأميركية على خلفية انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران وإعادة فرض العقوبات عليها، كما تغيب عنه روسيا.
أما بريطانيا فأرسلت وزير خارجيتها جيريمي هانت الذي ستكون أولوياته الحديث عن الأزمة الإنسانية التي تسببت بها الحملة العسكرية التي تقودها السعودية باليمن.
إيران وأميركا
ومع انطلاق أعمال اجتماع وارسو، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إنه يتوجب على الولايات المتحدة أن تعلم أن بلاده لن تستسلم ولن تتخلى عن سيادتها واستقلالها.
وأضاف أن كل "المؤامرات" الأميركية الحالية من ضغوط ومؤتمرات ستبقى بلا أي تأثير حقيقي، موضحا أن بلاده مستعدة للحوار مع من يحترم سيادتها ويقدر حقوق الإيرانيين.
كما عبر رئيس هيئة الأركان عن موقف مماثل لموقف الرئيس بقوله إنه لا قيمة لهذا المؤتمر، ولن يكون له أي تأثير على سياسات طهران وقدراتها.
وبالتزامن قال المرشد الأعلى علي خامنئي في بيان له اليوم إنه ما من مشكلة مع الولايات المتحدة يمكن حلها، وإن التفاوض معها "خسارة اقتصادية وروحية".
وكان وزير الخارجية الأميركي قال إن مؤتمر وارسو سيشكل أوسع تحالف دولي لبحث المخاطر التي تواجه الشرق الأوسط، مضيفا أن أعماله ستتناول الدور الإيراني بتلك المنطقة، كما استعرض رؤية بلاده بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
من جهته، قال المبعوث الأميركي الخاص بإيران برايان هوك -للجزيرة- إن التجارب الصاروخية الإيرانية تزيد من خطورة اندلاع النزاعات في الشرق الأوسط، مؤكدا في الأثناء أن بلاده لا تخطط لشن حرب على إيران.
وأضاف هوك الموجود مع الوفد الأميركي بوارسو أن خروج بلاده في مايو/أيار الماضي من الاتفاق النووي مع إيران منحها حرية التحرك لفرض مزيد من الضغوط على طهران.
وعشية بدء المؤتمر، قال السيناتور الديمقراطي وعضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ كريس ميرفي إن تصريحات مستشار الأمن القومي جون بولتون بشأن سعي إيران للحصول على أسلحة نووية ليست صحيحة، وإنه يؤسس لحرب مع إيران.
تصفية للقضية
في الأثناء، دعت السلطة الفلسطينية إلى مقاطعة المؤتمر الذي وصفه وزير خارجيتها رياض المالكي بأنه مؤامرة على القضية الفلسطينية.
كما قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات اليوم إن مؤتمر وارسو محاولة لجعل الانتهاكات الإسرائيلية للحقوق الفلسطينية واقعا طبيعيا.
وطالب عريقات -في رسالة حول مؤتمر وارسو لممثلي دول العالم المعتمدين لدى السلطة- بالتمسك بالتزاماتهم بقواعد القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة باعتبارها السبيل الوحيد لضمان سلام عادل ودائم.
وأكد رفض القيادة الفلسطينية المشاركة في المؤتمر، وأنها لن تقوم بإضفاء الشرعية عليه. كما أكد أن ما تقوم به الولايات المتحدة بالتعاون مع الحكومة البولندية يصب في خدمة تصفية المشروع الوطني الفلسطيني.
وأشار إلى أن المؤتمر يهدف لتجاوز مبادرة السلام العربية، ومنح إسرائيل الفرصة لتطبيع علاقاتها مع دول المنطقة.
من جهته، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد إن السلطة الفلسطينية وصلتها دعوة لحضور مؤتمر وارسو لكنها رفضت لأنها لا تقبل أن تستخدم ضد إيران.
وأضاف الأحمد أن هدف وارسو هو دعم الرئيس ترامب الذي وصفه بالمعتوه وسياساته بالغبية.
بالسياق، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق إن مؤتمر وارسو يأتي ضمن الخطة الأميركية "صفقة القرن" التي تهدف لتحويل الصراع في المنطقة من صراع عربي إسرائيلي إلى صراع عربي مع أطراف أخرى لم يسمها.