عباس يجتمع مع غانتس بمنزله قرب تل أبيب ويتعهد باستمرار التنسيق الأمني بالضفة وحماس تعتبر لقاءهما يعمق الانقسام

رئيس السلطة الوطنية محمود عباس (يمين) ووزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس (وكالات)

التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء أمس الثلاثاء، وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في منزل الأخير، وقالت إسرائيل إن عباس أكد استمرار التنسيق الأمني وملاحقة المقاومة في الضفة الغربية، في وقت ندد باللقاء كل من فصائل المقاومة وأحزاب اليمين الإسرائيلي المتشددة.

وقال وزير الشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ إن الرئيس وغانتس بحثا أهمية إيجاد "أفق سياسي يؤدي إلى حل سياسي، وفق قرارات الشرعية الدولية".

وأضاف الشيخ -في تغريدة على تويتر- أن الجانبين بحثا كذلك "الأوضاع الميدانية المتوترة، بسبب ممارسات المستوطنين واعتداءاتهم، فضلا عن العديد من القضايا الأمنية والاقتصادية والإنسانية".

 

ووفق بيان صادر عن مكتب وزير دفاع جيش الاحتلال، فإن الاجتماع استغرق ساعتين وبحث مختلف القضايا الأمنية والمدنية والاقتصادية، و"الحفاظ على الاستقرار الأمني ومنع الإرهاب والعنف".

وأبلغ غانتس عباس أنه ينوي مواصلة تعزيز إجراءات بناء الثقة، والعمل على تعزيز التنسيق الأمني، وفق البيان.

وقد أكدت مصادر إسرائيلية مطلعة أن اللقاء تم في منزل غانتس بمنطقة رأس العين قرب تل أبيب.

من ناحيتها، قالت هيئة البث الإسرائيلي الرسمية إن عباس أكد لغانتس استمرار أجهزة الأمن الفلسطينية في ملاحقة المقاومة بجنين والضفة، كما أكد علمه بمخططات حركتي حماس والجهاد الإسلامي لإشعال الضفة، بحسب قولها.

وأضافت هيئة البث الإسرائيلي أن عباس أكد لغانتس أنه لا يمكن التنازل عن التنسيق الأمني تحت أي ظرف، وأن سلطته تسيطر على الوضع.

ويأتي هذا اللقاء بعد نحو 4 أشهر من اجتماعهما في مدينة رام الله بالضفة المحتلة، حيث ناقش الاجتماع حينها القضايا الأمنية "الروتينية".

تنديد من الجانبين

من جانبها، استنكرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اللقاء، واعتبرت أنه يعمق الانقسام الفلسطيني ويشجع أطرافا بالمنطقة على التطبيع.

وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم حماس حازم قاسم إن اللقاء "مرفوض وشاذ عن الروح الوطنية عند شعبنا الفلسطيني".

واعتبر قاسم أن تزامن اللقاء مع هجمة المستوطنين على المدنيين في الضفة يُشكل طعنة للانتفاضة في الضفة، حسب وصفه.

وأضاف "سلوك قيادة السلطة يعمق الانقسام الداخلي، ويشجع بعض الأطراف في المنطقة التي تريد أن تُطبع مع الاحتلال، ويُضعف الموقف الفلسطيني الرافض للتطبيع".

وضمن ردود الفعل الفلسطينية على لقاء غانتس عباس، أدانت حركة الجهاد الإسلامي هذا اللقاء وأكدت أنه يكرس الدور الوظيفي للسلطة التي تبحث عن حلول للخروج من أزماتها وعجزها وفشلها على حساب مصالح الشعب، حسب تعبيرها.

وبدورها، وصفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لقاء عباس غانتس بأنه "رهان على سراب" وتعطيل لجهود الوحدة. واعتبرت -في بيان- أن اللقاء الذي جرى أمس في تل أبيب "إمعان بالوهم ورهان على السراب وتنكّر لدماء الشهداء".

أما حركة فتح فدافعت عن لقاء الرئيس ووزير دفاع الاحتلال، واعتبرت أنه محاولة جدية لوضع حد للممارسات التصعيدية ضد الشعب الفلسطيني، ولفتح مسار سياسي يرتكز على الشرعية الدولية.

وعلى الجانب الآخر، نددت أحزاب اليمين الإسرائيلي المتشددة -وفي مقدمتها حزب الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو- بلقاء عباس غانتس، ووصفته بالمسيء لليهود.

وقال حزب الليكود -في بيان- إن "التنازلات الخطيرة لأمن إسرائيل ليست سوى مسألة وقت".

وأضاف "حكومة بينيت الإسرائيلية الفلسطينية تعيد أبو مازن والفلسطينيين إلى جدول الأعمال" معتبرا أن هذه الحكومة "تشكل خطرا على إسرائيل".

المصدر : الجزيرة + وكالات